قراء منتدى سماكا الأعزاء : ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره كلمة قالها أبي الدرداء رضي الله عنه صاحب رسول الله r كما في مسند الإمام أحمد قال (حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا صفوان بن عمر قال حدثني عبدالرحمن بن زبير بن نفيل عن أبيه قال لما فتحت قبرص وفرق بين أهلها رأيت أبا الدرداء جالس وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله فقال ويحك يا زبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى ) وصدق رضي الله عنه فان المتأمل في كتاب الله عز وجل و سنة نبيه يعلم يقينا صدق مقالته فان الداء المفسد لدنيا العبد وآخرته معصية الله تعالى وترك أمره و ما من مصيبة تصيب العبد في دنياه في جسده أو ماله أو أهله إلا وسببها معصية الله تعالى )وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ( الشورى:30 )أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( آل عمران: 165
وبمعصية الله تعالى قلبت قرى قوم لوط بعد أن رفعت حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم ثم قلبت وجعل الله عاليها سافلها وأمطرت عليها حجارة من سجيل منضود قال تعالى) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ`مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ( هود: 82-83 وبمعصية الله تعالى أخذ قوم شعيب عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم,وبمعصية الله تعالى أخذ فرعون وجنوده فنبذ في اليم وهو مليم ,وبمعصية الله تعالى خسف بقارون و بداره الأرض )فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ(القصص:81)وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً ` وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً(الفرقان: 39 -40
)فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ( العنكبوت:40)وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ( العنكبوت:43
ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينا هي أمة ظاهرة قاهرة لها الملك تركوا أمر الله – تركوا أمر الله - فصاروا إلى ما رأيتم والى ما سمعتم )وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ( هود:102وكان من عذاب الله لبني النظير أن أخزاهم وأذلهم وأذاقهم الصغار والهوان وسجل ذلك في كتابه الكريم في سورة الحديد )فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ(الحشر:2 فكان الجلاء من الديار و قذف الرعب في القلوب خوفا وهلعا و جزعا و تخريبهم لبيوتهم بأيديهم فنقضوا ما استحسنوا من السقوف والأبواب والزخارف لأنهم خانوا الله ورسوله)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( الأنفال:13)وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ( الحشر:5
قارئى النتدى: في أول آية من سورة التوبة يعلن الله تعالى براءته من المشركين ويقول )وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ( التوبة:2 قال ابن عباس رضي الله عنه (بالقتل بالدنيا والعذاب في الآخرة ) وقال الزجاج هذا ضمان من الله عز وجل لنصرة المؤمنين على الكافرين والإخزاء والإذلال مع إظهار الفضيحة والعار واخزي الفاضح .... نعم - ليعلم الكافرون والمنافقون و من سار على دربهم والذين هم في طغيانهم يعمهون ليعلموا أنهم لن يعجزوا الله بالطلب ولن يفلتوا منه بالهرب ولن يفلتوا من مصير قدره او أمر أصدره فأين يذهبون وكيف يهربون وما منعت بني النظير حصونهم حين ظنوا أنها مانعتهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وهكذا يفعل سبحانه دوما بمن يعاديه او يشاققه ورسوله )قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ( النحل:26 )وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ( فصلت :23 قارئى المنتدى: عند الإمام احمد في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إن رسول اللهr قال:(أما بعد يا معشر قريش فإنكم أهل هذا الأمر ما لم تعصوا الله فإذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا الصبي قضيب كان في يده )
وكتبت عائشة إلى معاوية رضي الله عنهما أما بعد فان العبد إذا عمل بمعصية الله عاد حامده من الناس ذاما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى (هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم ) وصدق فان العبد لا يزال يعصى الله فيمقته الله ويهينه بذل معصيته وان عظمه الناس ظاهرا لحاجتهم إليه أو لخوفهم منه فهو في قلوبهم أحقر شيئ و أهونه وقال رحمه الله تعالى (إنهم وان طقطقت بهم البغال وهدلجلت بهم البراغيم أي صوتت لهم البغال بحوافرها وأسرعت بهم الخيول بخفة إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم إن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه وصدق الله إذ يقول و من يهن الله فما له من مكرم - ألا إن العز كل العز في طاعة الله عز وجل والذل كل الذل في معصيته جل وعلا قال سبحانه )مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً( فاطر:10 أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وفي جنابه ولن يجدها إلا في طاعة الله والبعد عما يغضبه ويسخطه وكا من دعاء بعض السلف اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك فمعصية الله تعالى تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فلا تحفظ نعم الله ولا تستجلب إلا بطاعته ومن أعظم ما يبتلى المرء العاصي أن ينسيه الله نفسه أن يقوم بمصالح نفسه وما ينجيها من عذابه فلا يعمل بنجاتها ولا لكمال لذتها وسرورها )وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ( الزخرف:76 قال على بن أبي طالب رضي الله عنه (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة) وقال جل من قائل )ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( الأنفال:53)فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ( الصف:5 وما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينا هي امة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصارو إلى ما رأيتم وثبت لكل ذي عينين ولمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد إن الله يمهل ولا يهمل ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(النازعات : 26 وثبت قول الحسن رضي الله عنه (أبى الله لا أن يذل من عصاه) وإذا هان العبد على مولاه عاقبه بألوان من العقوبات ما ظهر منها و ما بطن ومن أعظم تلك العقوبات موت القلب بالطبع عليه عياذا بالله من ذلك فلا يعرف معروفا وبل ولا ينكر منكرا ولا تنفعه المواعظ ولا تؤثر) وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا(الأنعام:25 )وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَاناً كَبِيرا(الإسراء: من الآية60
ودونكم فرعون لعنه الله فقد رأى من آيات الله البينات على يدي موسى عليه السلام وعرفها واستيقنها فما زاده ذلك إلا جحودا لها وكفرا بها حتى انه ليرى البحر أمام عينية ينفلق فلقتين فكان كل فلق كالطود العظيم ومع هذا لم يتوانى عن الولوج فيه وكان يكفيه أن يقف دون البحر وان يقول كلمته التي قالها حين أدركه الغرق ولكن طبع الله على قلوبهم فقليلا ما يؤمنون ومن خذلان الله للعبد وعقوبته له أن يجعله إماما للشر كما قال سبحانه )وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ( القصص: 41 فيحمل من أوزار الذين يضلهم فوق أوزاره )وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ( العنكبوت:13 وصدق الله العظيم إذ يقول )وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ` وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ` أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ ` أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ` مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ( الأعراف:من آية182 - 186 فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بما جرى حولكم، فلنتب إلى الله جميعاً، فإن الله هو التواب الرحيم، ولنتذكر قول الله تعالى: )قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرّفُ ٱلاْيَـٰتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ `وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ `لّكُلّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (الأنعام من آية -65-67 نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه r، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم0