بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن يوارى الميت الثرى ، تاركا وراءه الدنيا وما فيها ، وقد سمع أصوات نعال مودعيه ، فيما يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول : { استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين او ثلاثا ، إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين }
** القــبــــر**
أما القبر فيصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : { ما رأيت منظرا الا القبر أفظع منه }اخرجه الترمذي
وهذه الحفرة هي اول منازل الانسان بعد موته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ القبر أول منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم بنج منه فما بعده أشد منه } للترمذي [ فنسأل الله تعالى الرحمة والنجاة ]
** فتنة القبر **
أما فتنة القبر التي استعاذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتمثل في مساءلة الملكين [ منكر ونكير ] للميت . ففي سنن الترمذي :{ إذا قبر أحدكم ، أتاه ملكان أسودان أزرقان ـ يقال لأحدهما المنكر ، وللآخر النكير ، فيقولان : ماكنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله الا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله . وإن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون قولا ، فقلت مثله ، لا أدري } وفــــــي روايـــــة :
{ فيقولان : فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فلا يهتدي لإسمه ، فيقال : محمد ، فيقول هاه ، هاه ، لا أدري ، سمعت الناس يقولون ذاك ، فيقولان : لا دريت ولا تلوت ، فينادي مناد [ أن كذب عبدي ] رواه أبو داود والحاكم وغيرهما [ فنعوذ بالله تعالى من فتنة القبر ]
** ظلمة القبر وضمته **
أما ظلمة القبر فيخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :{ إن هذه القبور مليئة ظلمة على أهلها ، وإن الله منورها لهم بصلاتي عليهم } للبخاري ومسلم
وأما ضمة القبر فلا ينجو منها أحد ، صالحا أم طالحا ، ففي مسند أحمد والطبراني وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها ، نجا سعد بن معاذ }
** عذاب القبر ونعيمه **
وعن عذاب القبر ، قال رسول الله صلى الله عليه لعائشة رضي الله عنها ، وقد اخبرته أن عجوزين من يهود المدينة زعما أن اهل القبور يعذبون في قبورهم :{ صدقتا ، إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم } قالت عائشة [ فما رأيته في صلاة الا يتعوذ من عذاب القبر ] لمسلم
ومن مجمل الروايات يتأكد أن العبد المؤمن ، اذا اجاب الاجابة الصحصحة في قبره ، يقال له : {أنظر الى مقعدك من النار ، أبدلك الله به مقعدا في الجنة ، فيراهما جميعا ، وأن العبد الكافر والمنافق بعد أن يجيب الاجابة الكاذبة في قبره ، يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه الا الثقلين} رواه البخاي ومسلم