بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى{يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم*الذي خلقك فسواك فعدلك*في أي صورة ما شاء ركبك}
يا صاحب القلب الحي:
ما الذي غرك بربك الكريم ؟!
وما الذي جرأك على مولاك العظيم ؟!
أنسيت نفسك ؟! أغفلت عن ضعفك؟! أما تذكرت ربك؟!
أيها الضعيف .... إنه القوي....
أيها الفقير .... إنه الغني....
أيها المسكين .... إنه القدير....
أيها الجاهل ....إنه العليم ....
أيها الهين.... إنه المهين....
أيها المخلوق.... إنه الخالق....
عطاياه إليك نازلة...وخطاياك إليه صاعدة !
يتحبب إليك بنعمه...وتتبغض إليه بمعاصيك !
يمهلك فتغفل...يحلم عليك فتجهل...يلطف بك فتستكبر...يناديك إلى التوبة فتتمادى
يحذرك من العقوبة فتتمرد...يدعوك إلى رحمته فتعرض...يذكرك بنعمه فتجحد
فهل استغنيت عنه ؟! وهل لك رب سواه فتدعوه ؟!
أم هل لك إله غيره فترجوه ؟! هل غير الله للذوب غافر ؟!
هل غير الله للعيوب ساتر ؟! هل لغير الله لكسر القلوب جابر؟!
هل غير الله لدفع الكروب قاهر؟! هل لغير الله لمنع المرهوب قادر؟!
من تقصد غير الله .... وهو الرب المقصود؟!
من تدعو غيره ....وهو الخالق المعبود؟!
ومن ترجو سواه ....وهو صاحب الكرم والجود؟!
نعم الله لا تحصى... وفضله لا يحد... وعطاياه لا تنتهي ... وخيره لا ينضب... يده بالخير سحاء... ينفق كيف يشاء...
له في كل نعمة منه! وفي كل تقديرٍ حكمة! وفي كل تدبير رحمة!