بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كفل الاسلام حرية الاعتقاد وقرر حق كل إنسان في آداء شعائره الدينية وشرع الأحكام التي تصون هذه الحرية وتحميها
وتمنع كل إعتداء واقع أو متوقع عليها فكان بذلك رائداًوموجهاً لكل النظم الوضعية التي لم تعترف بحرية العقيدة إلى بعد مجيء
الاسلام بزمن طويل فكان منهج الاسلام في دعوته للناس يعتمد على الاقناع القائم على الحجة والدليل دون الاكراه على قبول العقيدة
قال الله تعالى(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام
لها والله سميعٌ عليم)
ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تبين له أنه لم يكره أحدا على دينه قط وإنما قاتل من قاتله وأما من هادنه فلم يقاتله
مادام مقيماً على هدنته لم ينقض عهده بل أمر الله أن يفي بعهدهم ما إستقامو لهم
قال تعالى( فما إستقاموا لكم فاستقيموا لهم)
وتقوم حرية الإعتقاد في الاسلام على أسس متينه وركائز قويه منها :
1)اعتبار كرامة الانسان أساساً في معاملته.
قال تعالى(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلاً)
2)الاعتراف بالخلاف كسنة كونية.
قال تعالى(ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين)
3)إقرار العدل كأساس في العلاقة بين الناس.
قال تعالى(ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعدلو وتعاونو على البر والتقوى ولا تعاونو على
الإثم والعدوان واتقو الله ان الله شديد العقاب)
4)أساس الدعوة الحكمة والموعظة الحسنة.
قال تعالى(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والآه